التقدم في استخدام المناظير الخارجية في عمليات جراحة الأعصاب
تطبيقالمجاهر الجراحيةوقد عززت مناظير الأعصاب بشكل ملحوظ فعالية الإجراءات الجراحية العصبية، ومع ذلك، نظرًا لبعض الخصائص المتأصلة في المعدات نفسها، فإنها لا تزال تعاني من بعض القيود في التطبيقات السريرية. وفي ضوء أوجه القصورالمجاهر التشغيليةمع تطور تقنيات التصوير الرقمي، وشبكات الواي فاي، وتقنيات الشاشات، والتقنيات البصرية، برز نظام المنظار الخارجي كحلقة وصل بين المجاهر الجراحية والمناظير العصبية. يتميز المنظار بجودة صورة فائقة ومجال رؤية جراحي متفوق، ووضعية مريحة، وفعالية تعليمية عالية، بالإضافة إلى مشاركة أكثر فعالية للفريق الجراحي، كما أن فعاليته في التطبيق تُضاهي المجاهر الجراحية التقليدية. في الوقت الحالي، تُشير الدراسات بشكل رئيسي إلى التباين بين المنظار الخارجي والمجاهر الجراحية في جوانب المعدات التقنية، مثل عمق المجال، ومجال الرؤية، والبعد البؤري، والتشغيل، مع عدم وجود ملخص وتحليل للتطبيقات والنتائج الجراحية المحددة للمناظير الخارجية في جراحة الأعصاب. لذا، نُلخص تطبيقات المنظار الخارجي في جراحة الأعصاب في السنوات الأخيرة، ونُحلل مزاياها وعيوبها في الممارسة السريرية، ونُقدم مراجع للاستخدامات السريرية.
تاريخ وتطور المناظير الخارجية
تتميز المجاهر الجراحية بإضاءة عميقة ممتازة، ومجال رؤية جراحي عالي الدقة، وتأثيرات تصوير مجسمة، مما يُمكّن الجراحين من رؤية بنية الأنسجة العصبية والوعائية العميقة في المجال الجراحي بوضوح أكبر، ويُحسّن دقة العمليات المجهرية. ومع ذلك، فإن عمق مجالمجهر جراحيسطحية ومجال الرؤية ضيق، وخاصة عند التكبير العالي. يحتاج الجراح إلى التركيز بشكل متكرر وضبط زاوية المنطقة المستهدفة، مما يؤثر بشكل كبير على إيقاع الجراحة؛ من ناحية أخرى، يحتاج الجراح إلى المراقبة والعمل من خلال عدسة المجهر، مما يتطلب من الجراح الحفاظ على وضعية ثابتة لفترة طويلة، مما قد يؤدي بسهولة إلى التعب. في العقود القليلة الماضية، تطورت الجراحة طفيفة التوغل بسرعة، وتم استخدام أنظمة التنظير العصبي على نطاق واسع في جراحة الأعصاب بسبب صورها عالية الجودة، والنتائج السريرية الأفضل، ورضا المرضى الأعلى. ومع ذلك، نظرًا لضيق قناة النهج التنظيري ووجود هياكل عصبية وعائية مهمة بالقرب من القناة، إلى جانب خصائص جراحة الجمجمة مثل عدم القدرة على توسيع أو تقليص تجويف الجمجمة، يتم استخدام التنظير العصبي بشكل أساسي لجراحة قاعدة الجمجمة وجراحة البطين عبر النهج الأنفي والفموي.
نظرًا لأوجه القصور في المجاهر الجراحية ومناظير الأعصاب، إلى جانب التقدم في التصوير الرقمي، واتصال شبكة WiFi، وتكنولوجيا الشاشة، والتكنولوجيا البصرية، فقد ظهر نظام المرآة الخارجية كجسر بين المجاهر الجراحية ومناظير الأعصاب. وعلى غرار التنظير العصبي، يتكون نظام المرآة الخارجية عادةً من مرآة طول النظر، ومصدر ضوء، وكاميرا عالية الدقة، وشاشة عرض، وحامل. الهيكل الرئيسي الذي يميز المرايا الخارجية عن التنظير العصبي هو مرآة طول النظر التي يبلغ قطرها حوالي 10 مم وطولها حوالي 140 مم. تكون عدستها بزاوية 0 درجة أو 90 درجة على المحور الطويل لجسم المرآة، مع نطاق طول بؤري يتراوح بين 250 و750 مم وعمق مجال يتراوح بين 35 و100 مم. يُعد الطول البؤري الطويل وعمق المجال العميق من المزايا الرئيسية لأنظمة المرايا الخارجية مقارنةً بالتنظير العصبي.
ساهم تطور تكنولوجيا البرمجيات والأجهزة في تطوير المرايا الخارجية، لا سيما ظهور المرايا الخارجية ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى أحدث المرايا الخارجية ثلاثية الأبعاد فائقة الوضوح بدقة 4K. ويتم تحديث نظام المرايا الخارجية باستمرار سنويًا. أما من حيث البرمجيات، فيمكن لنظام المرآة الخارجية تصوير منطقة الجراحة من خلال دمج تصوير انتشار الرنين المغناطيسي قبل الجراحة، والتوجيه أثناء الجراحة، ومعلومات أخرى، مما يساعد الأطباء على إجراء جراحات دقيقة وآمنة. أما من حيث الأجهزة، فتُدمج المرآة الخارجية مرشحات حمض 5-أمينوليفولينيك ومرشحات الإندوسيانين لتصوير الأوعية الدموية، وذراع هوائي، ومقبض تشغيل قابل للتعديل، وإخراج متعدد الشاشات، ومسافة تركيز أطول، وتكبير أكبر، مما يحقق تأثيرات صورة وتجربة تشغيل أفضل.
مقارنة بين المنظار الخارجي والمجاهر الجراحية
يجمع نظام المرآة الخارجية بين الميزات الخارجية لتنظير الأعصاب وجودة صورة المجاهر الجراحية، مكملاً نقاط القوة والضعف لكل منهما، وملء الفجوات بين المجاهر الجراحية وتنظير الأعصاب. تتميز المرايا الخارجية بعمق مجال واسع ومجال رؤية واسع (قطر المجال الجراحي 50-150 مم، وعمق المجال 35-100 مم)، مما يوفر ظروفًا مريحة للغاية للعمليات الجراحية العميقة تحت تكبير عالٍ؛ من ناحية أخرى، يمكن أن يصل البعد البؤري للمرآة الخارجية إلى 250-750 مم، مما يوفر مسافة عمل أطول ويسهل العمليات الجراحية [7]. فيما يتعلق بتصور المرايا الخارجية، وجد ريكياردي وآخرون من خلال المقارنة بين المرايا الخارجية والمجاهر الجراحية أن المرايا الخارجية لها جودة صورة وقوة بصرية وتأثيرات تكبير مماثلة للمجاهر. يمكن للمرآة الخارجية أيضًا التحول بسرعة من منظور مجهري إلى منظور عياني، ولكن عندما تكون القناة الجراحية ضيقة من الأعلى وواسعة من الأسفل أو مسدودة بهياكل نسيجية أخرى، يكون مجال الرؤية تحت المجهر محدودًا عادةً. تكمن ميزة نظام المرآة الخارجية في إمكانية إجراء الجراحة بوضعية مريحة أكثر، مما يقلل الوقت المستغرق في رؤية المجال الجراحي من خلال عدسة المجهر، وبالتالي يقلل من إجهاد الطبيب الجراحي. يوفر نظام المرآة الخارجية صورًا جراحية ثلاثية الأبعاد بنفس الجودة لجميع المشاركين أثناء العملية الجراحية. يسمح المجهر لشخصين بالعمل من خلال العدسة، بينما يمكن للمرآة الخارجية مشاركة الصورة نفسها في الوقت الفعلي، مما يسمح لعدة جراحين بإجراء عمليات جراحية في وقت واحد، ويحسن الكفاءة الجراحية من خلال مشاركة المعلومات مع جميع الطاقم. في الوقت نفسه، لا يتداخل نظام المرآة الخارجية مع التواصل المتبادل للفريق الجراحي، مما يسمح لجميع الطاقم الجراحي بالمشاركة في العملية الجراحية.
المنظار الخارجي في جراحة الأعصاب
أفاد جونين وآخرون بوجود 56 حالة خضعت لجراحة تنظيرية للأورام الدبقية، منها حالة واحدة فقط عانت من مضاعفات (نزيف في منطقة الجراحة) خلال الفترة المحيطة بالجراحة، بمعدل حدوث بلغ 1.8% فقط. أفاد روترموند وآخرون بوجود 239 حالة خضعت لجراحة عبر الأنف عبر الوتدي لأورام الغدة النخامية، ولم تُسفر الجراحة التنظيرية عن مضاعفات خطيرة؛ وفي الوقت نفسه، لم يكن هناك فرق كبير في وقت الجراحة أو المضاعفات أو نطاق الاستئصال بين الجراحة التنظيرية والجراحة المجهرية. أفاد تشين وآخرون بأنه تم استئصال 81 حالة أورام جراحيًا من خلال نهج الجيب السيني الخلفي. من حيث وقت الجراحة ودرجة استئصال الورم والوظيفة العصبية بعد الجراحة والسمع وما إلى ذلك، كانت الجراحة التنظيرية مماثلة للجراحة المجهرية. عند مقارنة مزايا وعيوب التقنيتين الجراحيتين، فإن المرآة الخارجية مماثلة أو متفوقة على المجهر من حيث جودة صورة الفيديو، ومجال الرؤية الجراحية، والعملية، وبيئة العمل، ومشاركة الفريق الجراحي، في حين يتم تصنيف إدراك العمق على أنه مماثل أو أدنى من المجهر.
تدريس المنظار الخارجي في جراحة الأعصاب
من أهم مزايا المرايا الخارجية أنها تتيح لجميع العاملين في المجال الجراحي مشاركة صور جراحية ثلاثية الأبعاد بجودة متطابقة، مما يتيح لهم المشاركة بشكل أكبر في العملية الجراحية، والتواصل ونقل المعلومات الجراحية، وتسهيل تدريس العمليات الجراحية وتوجيهها، وزيادة المشاركة في التدريس، وتحسين فعالية التدريس. وقد وجدت الأبحاث أن منحنى تعلم المرايا الخارجية أقصر نسبيًا مقارنةً بالمجاهر الجراحية. في التدريب المخبري على الخياطة، عندما يتلقى الطلاب والأطباء المقيمون تدريبًا على كل من المنظار والمجهر، يجد معظم الطلاب أنه من الأسهل العمل بالمنظار. وفي تدريس جراحة تشوهات الرقبة، لاحظ جميع الطلاب هياكل تشريحية ثلاثية الأبعاد من خلال نظارات ثلاثية الأبعاد، مما عزز فهمهم لتشريح تشوهات الرقبة، وزاد من حماسهم للعمليات الجراحية، وقصر فترة التدريب.
التوقعات
على الرغم من أن نظام المرآة الخارجية قد أحرز تقدمًا ملحوظًا في التطبيقات مقارنةً بالمجاهر ومناظير الأعصاب، إلا أنه لا يزال يعاني من بعض القيود. كان أكبر عيب في مرايا الرؤية الخارجية ثنائية الأبعاد المبكرة هو ضعف الرؤية المجسمة عند تكبير الهياكل العميقة، مما أثر على العمليات الجراحية ودقة الجراح. أما المرآة الخارجية ثلاثية الأبعاد الجديدة فقد حسّنت مشكلة ضعف الرؤية المجسمة، ولكن في حالات نادرة، قد يُسبب ارتداء النظارات المستقطبة لفترة طويلة إزعاجًا للجراح، مثل الصداع والغثيان، وهو ما يُركز عليه التطوير التقني في المرحلة التالية. بالإضافة إلى ذلك، في جراحة الجمجمة بالمنظار، قد يلزم أحيانًا استخدام المجهر أثناء العملية الجراحية، لأن بعض الأورام تتطلب استئصالًا بصريًا موجهًا بالفلورسنت، أو لأن عمق إضاءة المجال الجراحي غير كافٍ. ونظرًا لارتفاع تكلفة المعدات ذات المرشحات الخاصة، لم تُستخدم المناظير الفلورية على نطاق واسع لاستئصال الأورام. أثناء الجراحة، يقف المساعد في وضعية معاكسة لرئيس الجراحين، ويشاهد أحيانًا صورة عرض دوارة. باستخدام شاشتين أو أكثر ثلاثية الأبعاد، تُعالج معلومات الصورة الجراحية بواسطة برنامج وتُعرض على شاشة المساعد بشكل مقلوب 180 درجة، مما يُحل مشكلة دوران الصورة بفعالية ويُمكّن المساعد من المشاركة في العملية الجراحية بسهولة أكبر.
باختصار، يُمثل الاستخدام المتزايد لأنظمة التنظير الداخلي في جراحة الأعصاب بداية عهد جديد للتصوير أثناء الجراحة. فمقارنةً بالمجاهر الجراحية، تتميز المرايا الخارجية بجودة صورة ومجال رؤية جراحي أفضل، ووضعية مريحة أثناء الجراحة، وفعالية تدريس أفضل، ومشاركة أكثر فعالية للفريق الجراحي، مع نتائج جراحية مماثلة. لذلك، يُعدّ المنظار الداخلي خيارًا جديدًا وآمنًا وفعالًا في معظم جراحات الجمجمة والعمود الفقري الشائعة. ومع تطور التكنولوجيا، يُمكن لأدوات التصوير أثناء الجراحة أن تُساعد في العمليات الجراحية لتقليل المضاعفات الجراحية وتحسين التشخيص.

وقت النشر: ٨ سبتمبر ٢٠٢٥